نشر موقع "Psychology Today" تقريراً جاء فيه، "قد تؤدي النوايا الإيجابية للوالدين بهدف مساعدة أطفالهم في نهاية المطاف إلى إحداث أذى وضرر لاحترامهم لذاتهم".
يمكن للوالدين المحبين في بعض الأحيان الإضرار عن غير قصد بتقدير الطفل لذاته. يكون غالبًا سبب سوء الاتصالات الأبوية هو سوء تقدير الوالدين، الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على تقدير الأطفال لأنفسهم على الرغم من أن الآباء يكون لديهم نوايا أساسية إيجابية. لتجنب هذه الأخطاء، ينبغي أولاً معرفة ماهيتها وكيف تسبب تأثيرًا سلبيًا.
وهناك أنواع من السلوكيات السلبية التي من الممكن أن يسلكها الأهل عن غير علمٍ بنتائجها السلبية، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون انتقاد أحد الوالدين تحديًا عاطفيًا، خاصةً إذا تم بطريقة قاسية أو مهينة، ويمكن أن تؤدي التعليقات النقدية إلى تآكل احترام الذات لدى الطفل وإحساسه بالقيمة ويمكن أن تسبب مشاعر الحزن أو الغضب أو الإحباط، كما يمكن أن تؤدي التوبيخات الحادة أيضًا إلى انخفاض الحافز للأطفال وانعدام الثقة في قدراتهم.
من جهة ثانية، يمكن أن تمنع حماية الطفل المفرطة من التحديات والعقبات من تنمية الثقة والشعور بالكفاءة، وفي حين أن الآباء ربما يرغبون في بذل كل ما في وسعهم للتأكد من أن أطفالهم لا يعانون في الحياة، فمن المفارقات أنهم يخنقون أطفالهم من خلال كونهم متحكمين للغاية.، كما أن الحماية المفرطة ممكن أن تحد أيضًا من فرص الطفل في الاستكشاف والتعلم وارتكاب الأخطاء، وكلها مهمة لنموه وتطوره. بالإضافة إلى إحتمالية أن تؤدي الحماية المفرطة للأطفال إلى الشعور بالقلق وانعدام الأمن، حيث ربما لا يشعرون بالاستعداد لمواجهة العالم بمفردهم، مما يخلق أيضًا إحساسًا بالتبعية ونقص الاستقلال، فيشكذل مشكلة مع انتقال الأطفال إلى مرحلة البلوغ.
وهنا، من الجيد أن يحقق الآباء التوازن بين حماية أطفالهم والسماح لهم بالمخاطرة ومواجهة التحديات، لمساعدتهم على التطور ليصبحوا أفرادًا واثقين من أنفسهم ومكتفين ذاتيًا، حيث سيساعدهم تشجيع الاستقلال وتعزيز احترام الذات وتعليم مهارات حل المشكلات في التخفيف من الآثار السلبية للحماية المفرطة.
وفي سياقٍ متصل، من الممكن أن يسأل أحد الوالدين الطفل عن شعوره إذا كان في مكانه أو إذا كان شخص آخر في موقف معين، ولكن في كثير من الأحيان، يتمادى الآباء في هذا التوجه إلى الحد الأقصى ويحاولون جعل أطفالهم يشعرون بالذنب بسبب أفكارهم أو مشاعرهم أو أفعالهم. وهنا، يواجه الآباء والأمهات، الذين يستخدمون الشعور بالذنب للسيطرة على أطفالهم، خطر نفور أطفالهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الآباء يستخدم أسلوب السخرية من خلال قول أشياء لا يعنونها أو يلمحون إلى عكس ما يقولونه من خلال نبرة صوتهم، فيما استخدام السخرية يؤذي الأطفال لأنه يشعرهم بالخزي، وللأسف، إن إهانة الطفل من خلال السخرية يخلق عقبة أمام محاولة التواصل بشكل فعال، ويؤدي إلى نتائج سلبية للغاية.
في المقابل، وكنتيجة للتعرض لسلوكيات الأبوة السلبية، على رغم من حُسن النوايا، يمكن أن تنتاب الطفل نوبات الغضب والتعبير عن الإستياء والجدال في كثير من الأحيان والعناد وتحدي الطلبات المعقولة.
وهنا، تلعب طرق التفاعل مع الطفل تأثيرًا كبيرًا في تشكيل كيفية تطوير قيمته الذاتية في حياته. كلما تواصل الآباء بطرق إيجابية كلما أمكنهم التأثير على أطفالهم بشكل إيجابي بما يدعمهم ويسهم في امتلاكهم تقدير قوي لذاتهم، ويجب على الوالدين تعزيز بيئة رعاية ودعم وتوفير الحب غير المشروط والتشجيع والتعزيز الإيجابي لتعزيز احترام الطفل الصحي لنفسه.